هل نظام الويندوز اقل اماناً من الانظمة الاخرى شرح كامل على نظام امان وندوز

نظام الويندوز
هل نظام الويندوز اقل اماناً من الانظمة الاخرى ولماذا يواجه مشاكل أمنية عديدة

هل نظام الويندوز اقل اماناً من الانظمة الاخرى ولماذا يواجه مشاكل أمنية عديدة

بين انظمة الحواسيب المنتشرة اليوم, لا شك بأن نظام الويندوز هو الخيار الأكثر شيوعاً مقارنة بالانظمة الاخرى, حيث ان اصدارات النظام المختلفة (وبالأخص ويندوز 7 وويندوز 10) تحتل النسبة العظمى من السوق الحواسيب. لكن مقابل هذه السيطرة المطلقة عادة ما يمتلك نظام ويندوز سمعة سيئة للغاية في المجال الأساسي, وهو الأمان حيث أن معظم المستخدمين يتعاملون مع النظام وكانه لا يمتلك أية تقنيات أمان بل يترك البرمجيات الخبيثة تعيث خراباً ببساطة.

في الواقع وفي حال سالت معظم الأشخاص عن افضل خيارات الأمان, ستجد ان هناك إجابة شبه موحدة: للتخلص من البرمجيات الخبيثة قم باستخدام MacOS  او احد توزيعات Linux العديدة مثل Ubuntu. لذا وفي هذا مقال سنحاول الغوص في مدى صحة ادعاء كون نظام الويندوز غير أمن حقاً, وفي حال كان الادعاء صحيحاً, فما هو السبب يا ترى؟ هل نظام الويندوز اقل اماناً من الانظمة الاخرى؟

 

هل نظام الويندوز اقل اماناً من الانظمة الاخرى؟

إن أردت جواباً سريعاً لهذا السؤال, فافضل جواب حقيقي هو “نعم لكن ليس تماماً” من حيث المبدأ في نظام ويندوز آمن للغاية, وفي حال نظرنا الى تقنيات الأمان المستخدمة له و قمنا بمقارنتها مع الانظمة المنافسة, سيكون من الصعب جداً الجدال بكون ويندوز غير آمن, حيث يدعم بشكل مستمر عبر التحديثات وفي حال الاستخدام المثالي من المستخدم سيكون من الصعب للغاية اختراق أي نظام حاسوبي في الواقع.

من حيث المبدأ لا يوجد أي نظام منيع ضد الهجمات البرمجية, وسواء كان النظام قديماً او حديثاً صغيراً او كبيراً هناك  دائماً ثغرات يمكن القول ان نظام الويندوز اقل اماناً من البقية. لكن كلما بحثت في الامر اكثر ستجد ان الأمر لا يتعلق بأمان النظام نفسه اصلاً.

لماذا يبدو نظام الويندوز وكأنه أقل اماناً ؟

بالطبع من يمكن توجيه اللوم بنشر هذا الاعتقاد بشكل جزئي نحو معجبي الانظمة الاخرى. حيث ان مستخدمي نظام Linux عادة ما يرددون ادعاء كون ويندوز اقل اماناً طوال الوقت،وبالنسبة للمستخدم العادي غير الخبير فمن السهل تصديق هذا الادعاء.

على العموم هناك أسباب أخرى عديدة لانتشار هذا الاعتقاد وحسب طريقة تعريفك لمعنى “اكثر او اقل اماناً” من ممكن ان يكون ويندوز اقل اماناً حقاً من البقية على العموم تتضمن العوامل المؤثرة والمؤدية لانتشار فكرة نقص أمان ويندوز أشياء مثل:-

1- الفارق الكبير بالتسويق بين نظام الويندوز والانظمة الاخرى.

طوال السنوات الاخيرة ومنذ التسعينيات فعلياً كان من الواضح أن Microsoft  تمتلك ما يشبه احتكاراً لسوق الحواسيب المكتبية والمحمولة. حيث أن معظم الإحصاءات تشير الى كون ويندوز يهيمن على اكثر من 80% من السوق الحواسيب وحده, وبالمقابل فحص الأنظمة المنافسة صغيرة للغاية ونادراً لا يتجاوز اياً منها 5%  من السوق فقط.

بناء على الفارق الهائل في الحصة السوقية, كل ما عليك فعله هو ان تفكر مخترق فقط: ايهما افضل لغاياتك استهداف نظام يمتلك نسبة هائلة تضمن انتشار برمجيات الخبيثة بشكل أسرع وتحقيق أكبر قدر من التخريب او حتى الاحتيال.

بطبيعة الحال فأي شخص يريد البرمجيات الخبيثة أن تنتشر سيحاول أن يجعل قاعدة الضحايا المحتملين أكبر ما يمكن. وعندما يكون هناك نظام والسبب ليس حصرياً لنسبة الهيمنة على السوق, لكن لا شك بان هذا الامر عامل أساسي في كون المحاولات ضده أكثر.

2- انتشار استخدام البرمجيات المقرصنة أو المكركة في نظام الويندوز نفسه.

على عكس ما هو الأمر بالنسبة لنظام Mac OS توزيعات Linux, بنسبة كبيرة من البرامج المستخدمة على أنظمة ويندوز تأتي مقرصنة, بتثبيت نسخ مقرصنة من النظام نفسه حتى وبالنتيجة هناك خطر أكبر بكثير للإصابة بالبرمجيات الخبيثة, ومواقع تحميل البرامج المقرصنة هي المكان المثالي لنشر البرمجيات الخبيثة المختلفة.

هنا لا يمكن لوم النظام بحد ذاته على الامر, حيث ان المستخدمين أنفسهم هم يفتحون البرمجيات الخبيثة ويعطونها أذونات متقدمة لتعيث فساداً في حواسيبهم. ومع أن البرمجيات المقرصنة متوفرة لمختلف الانظمة بالطبع, في استخدامها عادة ما يكون بمستوياته الأعلى في أنظمة ويندوز. حيث برمجيات توزيعات لينوكس معظمها مجاني اصلاً, ومستخدمو حواسيب Apple عموماً اقل ميلاً لتحميل المقرصنة.

3- إهمال بعض المستخدمين لتحديث نظام ويندوز.

واحدة من الأمور التي لا تزال عيوباً مزعجة في انظمة الويندوز هي التحديثات لا تتيح للمستخدم التحكم بها بشكل حقيقي. حيث أن التحميل يتم تلقائياً ويقتل سرعة الانترنت, كما ان التثبيت يتم  بشكل شبه قسري وقد يجبرك على الانتظار لوقت طويل ريثما ينتهي. بالنتيجة الكثير من الاشخاص يبحثون عن طرق ايقاف تحديثات ويندوز, لكن وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو كفكرة جيدة للبعض, فهذا واحد من اسوء الامور التي من الممكن ان تفعلها في الواقع.

كمثال على الفرق الذي تحدثه التحديثات, يمكن تذكر برمجية Wanna Cry الشهيرة التي ظهرت عام 2017 واشتهرت بكونها تصيب الحواسيب تلقائياً دون تصرف من المستخدم وتقوم بتشفير كل ملفاته ولا تفرج عنها إلا مقابل فدية مالية يجب دفعها. حينها عاثت البرمجية فساداً في الحواسيب وخربت شبكات منظمات كبرى حتى مثل شبكة النظام الصحي البريطاني.

لكن ما يجهله الكثيرون حينها, هو أن الثغرة التي تسمح بهذه البرمجية كانت قد اغلقت بتحديث أمني قبل عدة أشهر, ولم تؤثرون الوحيدون هم الأشخاص الذين أوقفوا التحديثات قد تكون الفارق بين الأمان النسبي الذي يأتي من التحديثات الأمنية المستمرة.

4- اغلب المستخدمين غير واعين حول أمان نظام الويندوز.

واحدة من الأمور الأساسية والمعروفة ربما في عالم الحواسيب, هي أن المستخدمين العاديين لا يستخدمون توزيعات لينوكس حقاً, بل ان كامل قاعدة مستخدمي توزيعات النظام تقريباً مكونة من مستخدمين متقدمين وغالباً متخصصين في المجالات الحاسوبية حتى. بالنتيجة بالخدع التي من يمكن أن تنطلي على المستخدم العادي وتسبب بقرصنة جهازه لا تنفع مع المستخدمين المتقدمين على لينوكس حقاً.

بالطبع فهذه الحجة ليست مقنعة تماماً  للتمييز بين أمان ويندوز Mac OS  كون مستخدمي النظامين يمتلكون وعياً تقنياً على نفس المستوى عموماً. لكن كون مستخدمي حواسيب Mac اقل ميلاً لتحميل البرمجيات و المحتوى المقرصن اصلاً, وعدد المستخدمين عموماً اقل وبالتالي عدد الهجمات المستهدفة أقل فمن المنطقي أن يكون ويندوز أقل اماناً من حيث المظهر على الأقل.

 

5- استمرار استخدام نظام الويندوز القديمة التي انتهى دعمها.

في حال نظرت إلى توزيع نسخ نظام ويندوز المستخدمة اليوم, سيكون من الواضح أن أكثر من نصف المستخدمين يعتمدون نظام Windows 10 وهو اخر اصدار من الشركة. لكن المقلق حقاً هو أن 33% من المستخدمين لا يزالون على نظام Windows 7 الذي مضى على صدوره 10  أعوام, وحتى ان البعض لا زالوا يستخدمون أنظمة اقدم مثل Windows XP أو Windows 98.

هذا الميل الكبير للتمسك اصدارات قديمة من النظام هو وصفة مثالية للكارثة, في النسخ القديمة من الأنظمة تمتلك فترة دعم محدودة لكنها تتوقف في نهاية لأن الشركة مشغولة بمشاريع أخرى أهم. لذا فالعديد من الثغرات والمشاكل الأمنية التي تظهر في الانظمة القديمة تبقى دون حل حالياً. وفي حال كنت لا تزال تستخدم إصدار نظام حقاً على غياب الامان, بل ان الملام الوحيد هو انت.

6- ردة فعل بعض المستخدمين حول بعض تقنيات الأمان.

عندما تقوم بتصنيع تطبيق او برنامج او حتى نظام تشغيل. عادة ما يكون هناك توازن دقيق للغاية بين  الأمان من جهة, والحرية من الجهة الاخرى. فكلما قدمت حريات أكبر للمستخدم كل ما ضحيت بالأمان أكثر وأكثر, وبالمقابل فالحرية الاقل والنظام المقيد عادة ما عادة يعني اماناً اعلى. ومع أن نظام ويندوز ليس حراً حقاً, فهو يمتلك مستوى حرية كبيراً نسبياً, وفي كل مرة تحاول الشركة فيها تقييد بعض الأمور بهدف زيادة الأمان عادة ما تكون ردود الفعل سلبية جداً من المستخدمين.

يمكن إعطاء مثال واضح على هذا الأمر بمحاولة Microsoft تقديم إصدار مخفف باسم Windows 10 S منذ مدة, حيث كان الاصدار يستهدف الامان بالدرجة الاولى ولا يسمح بتثبيت تطبيقات من خارج المتجر لهذه الغاية. ومع ان الاصدار كان اختيارياً (وقابلاً للترقية لإصدار آخر) فقد اعتبر الكثير من المستخدمين الأمر كشيء سلبي للغاية وغير مقبول.

بالطبع هناك مثال آخر قوي هنا وهو الموضوع استمرار دعم التطبيقات. حيث ان الاستمرار بتقديم الدعم لتطبيقات قديمة جداً بات عمر بعضها عقوداً ربما يفتح الباب أمام المزيد من الثغرات والمشاكل ونقص الإيمان. لكن في كل مرة تحاول فيها Microsoft التقدم للأمام وترك الاجزاء القديمة خلفها تأتي الاعتراضات من المستخدمين بسرعة. في الواقع فمعظمهم مستخدمي ويندوز  10 يقومون بذلك لأنهم متمسكون بدعم برامج قديمة (ولو لم يكونوا يستخدمونها).

كيف تحافظ على نظام ويندوز وتحميه من الاختراقات.

مع كون شطر كبير مما يلام على ويندوز بكونه غير آمن يأتي من تصرفات المستخدمين أنفسهم, فمن الممكن بالطبع تحسين أمان النظام الى حد بعيد بتغيير تصرفات المستخدم بطرق محددة مثل:

1ـ عدم ايقاف تحديثات النظام او اجزاءه الاساسية مثل برمجية Windows Defender  ابداً.

2ـ عدم تحميل الملفات المقرصنة أو المشكوك في امرها او التي تصل عبر الرسائل بريد الإلكتروني غير مؤكدة المصدر حقاً.

3ـ استخدام النسخ الأحدث من النظام والتطبيقات المثبتة على حد سواء.

4 البحث القيام بتثبيت أي برامج غير معروفة المصدر, وتجربتها اولاً ضمن نظام وهمي للتأكد من أمنها.

5ـ تجنب الاتصال عبر شبكات لاسلكية مفتوحة او عامة متاحة  للآخرين كونها قد تتضمن مخترقين ثمنها.

6ـ استخدام برمجية مكافحة  فيروسات قوية و موثوقة مثل (مكافح الفيروسات أفاست).

وبعد من انتهائه من شرح كل النقاط وتفصيلها حول الأمان لنظام ويندوز  والاجابة على سؤال هل نظام الويندوز أقل اماناً ؟ الاجابة ( لا ) بل يجب على المستخدم ان يتعامل مع النظام بشكل أذكى ولا يرمي بعلاقة إلى أمان النظام فقط بل يرمى بدرجة اولى على عاتق المستخدم عند استخدامه لنظام التشغيل للكمبيوتر فاذا كنت لاتبالي فانت عرضاً لخراب نظامك .

 

اذا اعجبك الموضوع يمكنك أن تشاركه الى جميع اصدقائك عبر الفيس بوك وتويتر وغيرها من التطبيقات الأخرى للاستفادة منه 

بواسطة En.Mahmoud Nabil

مهندس كمبيوتر والالكترونيات حاصل على شهادة البكالوريوس معلم تقني في مجال هندسة الكمبيوتر والالكترونيات حاصل على شهادة ادارة منظمات , لدي خبرة في مجال هندسة الكمبيوتر والالكترونيات